الكاهن الآطروش … أطرش في زفة الزيدية ومؤسس للكهنوت الزيدي في آمل بطبرستان

كتب / عمار التام :

مدينة آمُل تقع في إقليم طبرستان شمالي إيران على ساحل بحر قزوين، وتُعد من المدن التاريخية في منطقة مازندران.

كانت في القرون الهجرية الأولى مركزًا وميدانًا للصراع بين الدولة العباسية والعلويين الزيدية الخارجين على الدول والمتمردين على الحكام بدون وجه حق ودعم إسناد الكيانات الباطنية الوثنية الفارسية، خصوصًا في فترات ضعف السيطرة العباسية على الأطراف الشرقية ، وقبلها ساهموا في سقوط الدولة الأموية عبر أول تنظيم سري باطني في الإسلام .

أما الكاهن الزيدي الكبير الحسن بن علي بن الحسن بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بـ الناصر للحق الآطروش (تُوفي سنة 304هـ/917م تقريبًا)، فهو أحد أبرز كهنة الزيدية المؤسسين في التاريخ الإسلامي.

لُقّب بـ الآطروش لأنه أصيب في أذنه في إحدى المعارك فضعف سمعه مثلما تقولوا عندنا أطرش في الزفة

استطاع الكاهن الاطروش أن يؤسس أول دولة زيدية في طبرستان بعد سقوط نفوذ بني عمومته العباسيين فيها، وجعل من مدينة آمُل عاصمةً له ومركزًا لنشر المذهب الزيدي، الذي تميّز في عهده بالإجرام والهدم والكهانة والخرافة والتحريف لدين الله سبحانه وتعالى وهو أسوأ كهنة الزيدية وانحدرت منه ومن دعوته الكهنوتية الزيدية الجارودية زيدية اليمن .

أما زيد بن علي ليس للزيدية منه إلا الاسم مثل محلات أصحابنا المغتربين في السعودية لوحة المحل نوره العتيبي والتاجر يمني حسب توصيف شيخنا حمود بن مسعد الخرام الذي أوقف وقته وماله لكشف حقيقة الزيدية منذ سنوات .

ولم يكن زيد بن علي فقيها أو إماما سوى أنه طموح في السلطة وتمرده على الدولة الأموية في سياق التنافس والطموح السياسي ، وهو خيرهم كونه لم يتلوث بالعقائد الجارودية الباطلة وأمره ومرده إلى الله رحمه الله تعالى، وما نسب إليه من مسند أو مذهب فقد كتب بعده بقرون لا علاقة له بها .

وقد قال الألباني عندما سأل عن مسند زيد  :

“مسند زيد هذا يرويه رجل كذاب عندنا ، وهم لا يستطيعون دفاعا عنه ، لأنهم فقراء في التراجم إطلاقا ” يقصد عمرو بن خالد الواسطي وهو معروف بالكذب لدى كل علماء ورواة الحديث .

الكاهن الآطروش ظهر في وقت الكاهن الرسي في اليمن وأرسل له الجيوش والقطعان من طبرستان :

قال عباس بن محمد زيد “أن الإمام الناصر الأطروش كان معاصراً لخروج الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين في اليمن، ولذا فقد كان يحث الناس إلى نصرة الإمام الهادي، وقد مد الإمام الهادي بجنود لنصرته عرفوا بالطبريين نسبة لطبرستان”.

*المصدر/أئمة أهل البيت صـ 81 .

جاء في كتاب المصابيح لأبو العباس الحسني ص 606 قيل للناصر  الأطروش : إنك تدعي الإمامة لنفسك؟
فقال الناصر أنا باب حطة، أنا الذي لو أوحى الله إلى الصالحين لأوحى إليّ.

ثم ذكر أنه قراء 15 كتاب من الكتب المنزلة من السماء وقال: ، وذكر عنه أيضا أنه قال: ما وضعت لبنة على لبنة، ولا آجرة على آجرة، ولما دخل مدينة آمل ونزل في دار الإمارة والقصور لم يشتغل بعمارتها وإصلاحها حتى انهدمت فقيل له: لو أمرت بالإصلاح؟ فقال: إنما جئت للتخريب والهدم لا للعمارة والتجديد، فلم يعمرها.

وقال الحسين بن ناصر المهلى في كتابه مطمح الآمال ص225 : ولما أفتتح طبرستان ودخل مدينة (آمل) نزل في دأر الأمارة وفيها قصور ومنازل فلم يشتغل بعمارتها ولا نظر في أصلاحها حتى أخذت في الأنهدام والخراب فروجع في عمارتها وأصلاحها فقال أنما جأت للهدم والخراب لا لا للعمارة والتجديد .

وفي كتاب الحدائق الوردية ج2 صـ 56 ذكر الكاهن حميد المحلي : فيه”يقصد الآطروش” ورد الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه بعض علمائنا رحمهم الله تعالى أنه صلى الله عليه وسلم لما سأله أنس عن علامات الساعة قال: «من علاماتها خروج الشيخ الأصم من ولد أخي مع قوم شعورهم كشعور النساء بأيديهم المزاريق» وهذه كانت صفته  عليه السلام وصفة أصحابه.

وفيه ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته أنه قال: يخرج من نحو الديلم من جبال طبرستان فتى صبيح الوجه يسمى باسم فرخ النبي صلى الله عليه وسلم الأكبر، يعني الحسن بن عليّ .

وفي الحدائق ج2 صـ57 ــ 58 ذكر المحلى: وكان عليه السلام قد قرأ من كتب الله عز وجل ستة عشر كتابا، منها: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وباقيها من الصحف”يعني من أهل الكتاب” .

وكان عليه السلام يقول: حفظت من كتب الله عز وجل ثلاثة عشر كتابا، فما انتفعت منها كانتفاعي بكتابين، أحدهما: الفرقان لما فيه من التسلية لنبيئنا محمد صلى الله عليه وسلم بما كابده السلف الصالحون من الأنبياء المتقدمين والرسل الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، والثاني: كتاب دانيال النبي عليه السلام ، لما فيه أن الشيخ الأصم يخرج في بلد يقال لها: ديلمان، ويكابد من أصحابه وأعدائه جميعا ما لا يقادر قدره ولكن عاقبته محمودة . وهذا يشهد بشرفه عليه السلام العظيم وفضله الجسيم، حيث ذكره الله تعالى في كتاب دانيال صلّى اللّه عليه وعلى سائر أنبيائه.

وفي نفس الكتاب صـ 66 : أنه عليه السلام قصد ذات يوم من الأيام إلى بعض المساجد، وكان منفردا من الأصحاب، ولم يكن معه شيء من السلاح، فرآه بعض أعدائه فطمع فيه، فعمده فلم يجد عليه السلام شيئا يدافع به عن نفسه، فعمد إلى صخرة صماء فسخرها الله له فقبض منها شيئا، ورمى به في وجه عدوه وبقيت آثار يده عليه السلام وأصابعه يزار ذلك ويتبرك به .

ومن أهداف زيارة الكاهن محمد عبدالعظيم لقبر الأطروش التبرك بالحجر المزعوم أيضا .

والكاهن الآطروش مجرم يفتي بالهدم والقتل كما في الإحتساب للناصر الأطروش صـ ٦٣ : من هرب من إمام عادل، فعلى المحتسب أن يهدم داره .

وفي كتابه التحف شرح الزلف صـ ١٨٢ يذكر الكاهن مجدالدين المؤيدي ما نصه :

عن جده ﷺ أنه قال: «يا علي يكون من أولادك رجلٌ يُدْعَى بزَيْد المظلوم، يأتي يوم القيامة مع أصحابه على نُجُبٍ من نور، يَعْبُرُوْنَ على رؤوس الخلائق كالبَرْقِ اللامع، وفي أعقابهم رَجُلٌ يُدْعَى بناصر الحقّ حتى يَقِفُوا على باب الجنّة … إلى آخر الحديث»، وغير هذا، وأَعْلَمَ به أميرُ المؤمنين عليه السلام في خطبته بالكوفة، وخطبته بالنهروان.

وقال عن الأطروش :

قال عليه السلام : حفظتُ من كتب الله بضعة عشر كتاباً فما انتفعت منها كانتفاعي بكتابين أحدهما: الفرقان لما فيه من التسلية لأبينا، والثاني: كتاب دانيال لما فيه من أن الشيخ الأصمّ يخرج في بلد يقال لها ديلمان .

وفي صـ ١٨٣ من كتاب الزلف يقول المؤيدي :

وقتل في بعض مقاماته عشرون ألفاً في معركة واحدة من جنود الضلال .

ومن كراماته (ع):

أنه قصده بعض الأعداء وهو منفرد وليس عنده سلاح فتناول من صخرة عظيمة فألانها الله له، وموضع يده الشريفة هنالك يُتَبَرَّكُ بأثره.

وفي الفلك الدوار صـ ٣٨ يذكر الكاهن صارم الدين الوزير عن الكاهن الأطروش :

واعتصمت ببركته من الطوفان جبال جيلان و ديلمان، وقال في ذلك الرحمن لنوح عليه السلام لما سأله عن ذلك الشأن: إنها مهاجر الشيخ الأصم من ذرية من ختمت به النبوة، وبأمته الأمم .

وفي مآثر الأبرار صـ ٦٢١ يقول الكاهن الزحيف عن الأطروش:

فيه ورد الأثر عن النبي لما سأله أنس، عن علامات الساعة قال: «من علاماتها خروج الشيخ الأصم من ولد أخي، مع قوم شعورهم كشعور النساء بأيدهم المزاريق»، وهذه كانت صفته وصفة أصحابه.

وورد فيه عن علي -عليه السلام- في خطبته، أنه قال: يخرج من نحو الديلم من جبال طبرستان فتى صبيح الوجه، يسمى باسم فرخ النبي الأكبر -يعني الحسن بن علي . 

وفي نفس الكتاب صـ ٦٢٢ يذكر الزحيف “وهي نصوص مكررة في الحدائق الوردية “:

وكان قد قرأ من كتب الله [سبحانه] ستة عشر كتابا منها: التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، وباقيها من الصحف.

وكان يقول: حفظت من كتب الله ثلاثة عشر كتابا، فما انتفعت منها كانتفاعي بكتابين، أحدهما: الفرقان؛ لما فيه من التسلية لأبينا محمد بما كابده السلف الصالحون من الأنبياء المتقدمين.

والثاني: كتاب دانيال، لما فيه: أن الشيخ الأصم يخرج في بلد يقال لها ديلمان .

ويذكر الزحيف في صـ ٦٢٨ ـ ٦٢٩ :

أن الناصر وقف ذات يوم بالقرب من ماء، وفيه ضفادع كثيرة وحيات، فخرجت منه ضفدع، فقصدتها حية، فدخلت الضفدع خلف الناصر كالمستجيرة به، فدعا الله أن يسلط الضفدع على الحية، فاستجاب الله دعاءه، وغدت الضفدع على الحية فقتلتها.
قلت: وإلى هذا أشار السيد، بقوله:

صالت ضفادع أمواه بدعوته.. (البيت)

ويقال: إن الضفادع من تلك المدة تقتل الحيات مستمرا من بركات هذا الإمام عند الله تعالى.

هذه بعض النقولات من كتب كهنة الزيدية التي تحدثت عن الكاهن الأطروش لنعرف كارثة فكر العصابة العنصرية الكهنوتية هذه ، إذ لن يعود اليمن سعيدا كسالف عهده إلا بطي صفحتها ، أما سوى ذلك فهو بيع للوهم وكتابة على الرمل في شاطئ بحر .

والله المستعان وعليه التكلان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى